مما لا شك فيه بأن صناعة القائد الإداري لا
بد وأن تمر بعدة مراحل حتى تتم صياغة ذلك القائد بالطريقة المناسبة وبالطريقة العلمية
بعيداً عن الأحلام السرمدية وهذا ما تتبعه دول العالم المتقدمة من خلال تهيئة
المسار لذوي الهمم العالية من خلال تدريبها وصقلها بالمهارات اللازمة والضرورية
لإدارة الأمور بكل ثقة وجدارة.
إنّ
الإدارة الحديثة تطورت بشكل لافت عن السنوات الماضية نتيجة الاهتمام الحالي بهذا
العلم في الدول المتقدمة وإن لم يكن بالمطلق ولكنه معقول ومناسب ويؤدي الغرض في
الوقت الحاضر، ولكن هناك الكثير من الأصوات نادت وما زالت تنادي بضرورة الاهتمام بهذا
العلم بشكل أكثر جدية حتى يواكب التطور الحالي الحاصل في شتى المجالات الصناعية
والتقنية والتكنولوجية ....الخ.
بطبيعة الحال فإن المراكز الإدارية القيادية
لابد وأن يتم شغرها بالخبرات والكفاءات المناسبة وحتى يكون نضع (الشخص المناسب في
المكان المناسب) فلابد وأن يشعر الجميع بضرورة العمل بجدية للمصلحة العامة ومصلحة
المؤسسة أولاً وقبل كل شيء بعيداً عن المصالح الشخصية والمحسوبية.
يحكى بأن مساعداً لوزير الدفاع في إحدى الدول
المتقدمة كان يتعاون وبشكل سري مع مخابرات العدو اللدود لبلدة، ولكن المخابرات
والأجهزة الأمنية في بلده اكتشفت تلك المؤامرة، فقامت وبشكل سري بمراقبة مساعد وزير
الدفاع لسنوات ولكنها لم تحصل على دليل إدانة واحد ضده، فطفح كيل رئيس المخابرات
وأخبر وزير الدفاع بأنه سيستدعي مساعدة للتحقيق معه، ولكن وزير الدفاع رفض ومع
اصرار رئيس المخابرات وافق وزير الدفاع ولكن بشرط أن يكون الاستدعاء تحت مسؤوليته
الشخصية، وبالفعل تم استدعاء مساعد وزير الدفاع، فقال له رئيس المخابرات وبشكل
مباغت: أنا أعلم أنك تتعاون مع مخابرات العدو وقد اكتشفنا مؤامرتك فخذ هذه الورقة
وتعهد بعدم تكرار ذلك وسنبقي الأمر سراً لأنه يمس بسمعة وأمن البلد، فتفاجأ مساعد
وزير الدفاع بطلب رئيس المخابرات وقام من فوره بالتوقيع على الاعتراف وقدم اعتذاره
الشديد على ذلك، فنجحت خطة رئيس المخابرات وهو لا يملك دليل الإدانة ضد المتهم،
فسأله سؤالاً مباغتاً: ما هي مهمتك الرئيسية مع مخابرات العدو؟ فقال مساعد وزير
الدفاع المتهم لرئيس المخابرات: لقد وكلت بمهمة واحدة فقط وهي أن ( أقوم بوضع
الشخص غير المناسب في المكان غير المناسب) وهكذا يختل عصب الإدارة العليا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق