البحث

الثلاثاء، 21 أغسطس 2012

سوريا...أكثر من 5 آلاف قتيل في شهر رمضان وحده !!!




ما زال الجرح السوري ينزف وبشدة، فلا يكاد يخف حتى يسيل الدم بشدة من جديد، صحيح إن الملوك إذا دخلوا قرية أفسدوها وجعلوا أعزة أهلها أذلة، فسوريا الكرامة والإباء والنصر المؤزر أصبحت أثراً بعد عين، بل هي كالأطلال نبكي عليها بين حين وآخر فيعتصر القلب ألماً لخرابها وقتل أهلها.

لا أعلم حقيقة لما كل هذا الدمار، فكل الأعذار أقبح من ذنوب ارتكبت، كيف لا وقلوب العذارى تئن من وطأة الظلم والطغيان، فهذه المرة ليست كسابقتها، فليس الظلم من جار غاشم وإنما من حاكم البلاد وزلمته، الأسد المجروح في ذاته الهائج لكرامته كما يظن، الحكم عنده مقدس لا يمس ولو أدى ذلك إلى إبادة أهل البلاد من شرقها إلى غربها.

إنّ من علامات الساعة "كثرة الهرج والمرج" أي كثرة القتل حتى أن القتيل لا يعرف لما قُتل والقاتل لم قَتل، وأظن ما يحدث في شام العروبة هو من علامات الساعة ولا أستبعده وهو كما أكده بعض علماء المسلمين في اجتهاداتهم، آآآه كم تسيل دموع الأرامل واليتامى والعذارى بلا توقف والعالم يتفرج من حولهم، والدول الكبرى تعتبره صراع مصالح وملعبه سوريا، فروسيا والصين إذا سقط بشار يعني ذلك فقد حليف استراتيجي في المنطقة، كما أنّ لروسيا قاعدة بحرية كبرى في طرطوس السورية ولا تريد أن تفقدها وستدافع عنها وعن نظام بشار وزلمته بكل ما أوتيت من قوة؛ لأن الغرب إذا أسقطوا بشار بحملة عسكرية ستنكشف أسرار الأسلحة الروسية في طرطوس السورية وربما تفقد روسيا قاعدتها البحرية؛ لأن الحكومة السورية القادمة ستكون موالية لأمريكا والغرب أكثر من ولائها لروسيا والصين ولنا في العراق عبرة، حيث أنه كان من أبرز حلفاء روسيا والصين فأصبح الآن بعد سقوط نظام صدام من أبرز حلفاء أمريكا والغرب في المنطقة، وقاعدة طرطوس البحرية بموقعها الاستراتيجي هي ثمرة تحالف أزلي منذ سنوات بين الحكومتين السورية والروسية، وهناك اتفاق بين الجانبين بأن تدافع روسيا عن سوريا  في حال تعرضها لهجوم ما.

ايران هي الأخرى لا تريد أن تفقد بعدها الاستراتيجي وحليفها القوي في المنطقة؛ حيث أنها تعتبر سوريا جبهتها الأمامية ضد الدولة الصهيونية وفي صدارة دول المقاومة الإسلامية هي وحزب الله اللبناني، وأنّ سقوط نظام بشار هو سقوط لإيران وللمقاومة الإسلامية، وأيضا يعتبر خسارة كبرى لحزب الله؛ كونه سيفقط الأم الحنون سوريا التي تحميه وتزوده بالأسلحة والعتاد، والتي ساندته بالعدة والعتاد في أيام حرب يوليو2006م، فـلولا مساعدة سوريا وإيران لما انتصر حزب الله على الكيان الصهيوني.

وأمريكا من جهة أخرى تريد أن تسقط نظام بشار بأي ثمن حتى يسقط عدو آخر لإسرائيل ويسقط حليف استراتيجي لإيران وبالتالي تهتز ثقة الشعب الإيراني بحكومته وتزداد وطأة العقوبات الاقتصادية على وطأة محنة إيران الإقليمية والسياسية في حال سقوط نظام بشار حليف إيران الإقليمي، وسقوط نظام بشار يعني ولادة نظام جديد موالي لأمريكا وحليف مهماً لها في المنطقة وخسارة لروسيا العدو الازلي واللدود لأمريكا.

هي إذاَ لعبة المصالح التي تحكمهم وملعبها سوريا، فالكل يريد مصلحته على حساب غيره، ولن تنتهي هذه المحنة بثمن بسيط في إعتقادي؛ لأن التضحيات المبدئية أصبحت عظيمة والحرب في بدايتها ولم تصل إلى منتصفها بعد، فعدد الضحايا الأبرياء تجاوز الـ5 آلاف قتيل في شهر رمضان وحده والحصيلة في ازدياد يوماً بعد يوم، حتى وصل عدد الضحايا إلى أرقام قياسية بتجاوزه عدد الـ 23 ألف قتيل منذ بداية الأزمة السورية في عام 2011م حسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان.

 اللهم احمي سوريا العروبة وشعبها الأصيل من كل مكروه وبلاء، اللهم لا تأخذنا بما فعل السفهاء بأمتنا.

ليست هناك تعليقات: