البحث

الجمعة، 7 يونيو 2013

توصيات الندوة تنتظر التنفيذ



 
مضت أكثر من 8 أشهر حتى الآن منذ أن رفعت توصيات ندوة تطوير آليات الأداء الحكومي إلى مجلس الوزراء لاعتمادها في شهر سبتمبر من العام المنصرم، والتي تضمنت عدداً من التوصيات الهامة التي من شأنها تطوير الأداء الحكومي وتحسين أوضاع الموظفين الخاضعين لنظام الخدمة المدنية، وقد كانت جملة التوصيات تتلخص في إيجاد نظام موحّد للقطاع المدني يتضمن توحيداً للرواتب والبدلات والمزايا واستحقاقات ما بعد انتهاء الخدمة وإنشاء مجلس للموارد البشرية يتضمن وضع السياسات والتشريعات والخطط اللازمة لتطوير القطاع وتنمية الموارد البشرية والتحول نحو اللامركزية في الإدارة الحكومية والحد من البيروقراطية المميتة مع تفعيل أدوات الرقابة والمتابعة على مختلف الوحدات الحكومية المدنية...إلخ.

لا أعرف حقيقة لما هذا البطء الحاصل في إنهاء معاناة أكثر من 140 ألف موظف في القطاع المدني، رغم أنه يهم شريحة واسعة من الشعب تشكل السواد الأعظم من موظفي الحكومة، ولا أعلم لما خُطى سير الإجراءات في الجهات الأخرى تسير سراعاً نحو الحلحلة والتطوير وخلق بيئة عمل جاذبة للموظفين تساهم في الرقي بأدائهم الوظيفي نحو آفاق أرحب نظراً لما تتضمنه من جملة التحفيزات المادية والمعنوية التي من شأنها أن تبعث الطمأنينة وراحة البال وبالتالي زيادة الكفاءة والإنتاجية والارتقاء بالعمل.

نعم استمعت إلى لقاء وكيل وزارة الخدمة المدنية لشؤون التطوير الإداري في إحدى الإذاعات المحلية يوم الأحد الماضي وقد كان لقاءً صريحاً شفافاً نوعاً ما؛ نظراً لما تضمنه من نقاط هامة تهم شريحة واسعة من موظفي الحكومة المدنيين وقد كانت ردود فعل الوكيل بالمقابل تفاؤلية من وجهة نظري تبشّر بخير قادم في المستقبل القريب، وقد ذكر سعادته أن عددا من المطالب قد رفعت فعلاً إلى مجلس الوزراء وبعضها الآخر لا زال يحتاج إلى دراسة متأنية وهذا تقدم واضح وملفت للنظر، مما يعني أن التوجّه الحالي يسير على المسار الصحيح الذي يطمح إليه أغلب الموظفين بمختلف وحدات الجهاز الإداري للدولة.

من جانب آخر يبدو أن موظفي الحكومة الخاضعين لنظام الخدمة المدنية مستمرون في المطالبة بحقوقهم التي كفلها النظام الأساسي للدولة ولا زالوا متشبثين بها إلى أن تجد طريقها إلى الحل والظهور للعلن بعيداً عن التسويف والمماطلات المملة، وهنا أدعو المسؤولين المخلصين من أبناء الوطن الكرام أن يُغلبوا مصالح المواطنين أولاً وأن يكون همهم الأول والأخير إنهاء ما بأيديهم من معاملات ودراسات بأسرع وقت ممكن؛ نظراً لما يشكله تأخير إنجازها من (همِّ) مؤرق ومعضلة حقيقية على كاهل الموظفين البسطاء الذي يعولون عليها الكثير في تحسين أوضاعهم الوظيفية والمعيشية وحتى المعنوية التي تكاد تكون محطمة نوعاً ما، نعم محطمة وهم يرون زملاءهم وأصدقاءهم ممن يحملون الشهادة نفسها وسنوات الخبرة نفسها وهم ينعمون بالراحة النفسية والمادية لأنهم فقط يعملون خارج نظام الخدمة المدنية المجـ....؟!.

نعم تحقق مطلب إلغاء الدرجة الخامسة بعد أكثر من 6 سنوات من المطالبات وقد تحقق ذلك بفضل رجال مخلصين تبنوا القضية ووعدوا الموظفين بأن (المعضلة) في طريقها للانفراج، وهنا أشيد بموقف معالي الوزير المرهون الذي وعد فأوفى رغم ما رافق ملف القضية من تبعات نفسية ومعنوية منذ توليه الحقيبة الوزارية، وأملي أن يستمر "معاليه" والمخلصون من حوله على النهج نفسه الذي رسموه للرقي بالقطاع إلى الأفضل في القريب العاجل بإذن الله، وأتمنى من "معاليه" أيضاً السير بخطى متسارعة نحو تحقيق بقية المطالب العادلة لإسعاد الموظفين كما فعلها وزير الصحة حين حقق مطالب فئة الأطباء والفئات الطبية المساندة وأسعدهم بعد طول انتظار، وهنا لا يسعني إلا أن أبارك لهم هذا الإنجاز المهم، كما نتمنى ألا يكون مجلس الوزراء عائقاً أمام إسعاد الموظفين المستضعفين الذي يعولون عليه الكثير ويحملونه أمانة تحقيق ما رفع إليه من توصيات وبلورتها على أرض الواقع.

في الأخير أوجّه تحية إجلال وتقدير لكل الموظفين الذين يطالبون بحقوقهم العادلة والمشروعة؛ نظراً لما لاحظته منهم من تفانٍ وتلاحم مشهودين في مسيرة مطالباتهم رغم مختلف الظروف التي يمرون بها من تدنٍ في الرواتب وتأخير في الترقيات وضعف في العلاوات والحوافز من جهة ومن جور وطغيان الغلاء الفاحش الذي أرهق الحرث والنسل من جهة أخرى.

الأحد، 24 مارس 2013

صناعـة القائـد الإداري



 

مما لا شك فيه بأن صناعة القائد الإداري لا بد وأن تمر بعدة مراحل حتى تتم صياغة ذلك القائد بالطريقة المناسبة وبالطريقة العلمية بعيداً عن الأحلام السرمدية وهذا ما تتبعه دول العالم المتقدمة من خلال تهيئة المسار لذوي الهمم العالية من خلال تدريبها وصقلها بالمهارات اللازمة والضرورية لإدارة الأمور بكل ثقة وجدارة.

 إنّ الإدارة الحديثة تطورت بشكل لافت عن السنوات الماضية نتيجة الاهتمام الحالي بهذا العلم في الدول المتقدمة وإن لم يكن بالمطلق ولكنه معقول ومناسب ويؤدي الغرض في الوقت الحاضر، ولكن هناك الكثير من الأصوات نادت وما زالت تنادي بضرورة الاهتمام بهذا العلم بشكل أكثر جدية حتى يواكب التطور الحالي الحاصل في شتى المجالات الصناعية والتقنية والتكنولوجية ....الخ.

بطبيعة الحال فإن المراكز الإدارية القيادية لابد وأن يتم شغرها بالخبرات والكفاءات المناسبة وحتى يكون نضع (الشخص المناسب في المكان المناسب) فلابد وأن يشعر الجميع بضرورة العمل بجدية للمصلحة العامة ومصلحة المؤسسة أولاً وقبل كل شيء بعيداً عن المصالح الشخصية والمحسوبية.

يحكى بأن مساعداً لوزير الدفاع في إحدى الدول المتقدمة كان يتعاون وبشكل سري مع مخابرات العدو اللدود لبلدة، ولكن المخابرات والأجهزة الأمنية في بلده اكتشفت تلك المؤامرة، فقامت وبشكل سري بمراقبة مساعد وزير الدفاع لسنوات ولكنها لم تحصل على دليل إدانة واحد ضده، فطفح كيل رئيس المخابرات وأخبر وزير الدفاع بأنه سيستدعي مساعدة للتحقيق معه، ولكن وزير الدفاع رفض ومع اصرار رئيس المخابرات وافق وزير الدفاع ولكن بشرط أن يكون الاستدعاء تحت مسؤوليته الشخصية، وبالفعل تم استدعاء مساعد وزير الدفاع، فقال له رئيس المخابرات وبشكل مباغت: أنا أعلم أنك تتعاون مع مخابرات العدو وقد اكتشفنا مؤامرتك فخذ هذه الورقة وتعهد بعدم تكرار ذلك وسنبقي الأمر سراً لأنه يمس بسمعة وأمن البلد، فتفاجأ مساعد وزير الدفاع بطلب رئيس المخابرات وقام من فوره بالتوقيع على الاعتراف وقدم اعتذاره الشديد على ذلك، فنجحت خطة رئيس المخابرات وهو لا يملك دليل الإدانة ضد المتهم، فسأله سؤالاً مباغتاً: ما هي مهمتك الرئيسية مع مخابرات العدو؟ فقال مساعد وزير الدفاع المتهم لرئيس المخابرات: لقد وكلت بمهمة واحدة فقط وهي أن ( أقوم بوضع الشخص غير المناسب في المكان غير المناسب) وهكذا يختل عصب الإدارة العليا.

 

السبت، 23 مارس 2013

صديقـك مـن صدقـك




 

عبارة بسيطة ولكنها تحمل دلالات كثيرة وأهداف سامية، فالصديق بطبيعة الحال هو من يقدر صحبتك ويحافظ عليها، ليس بالكلام فحسب وإنما بالأفعال أيضاً، فالصديق من يَصَدقك في قوله وليس من يُصدّقك في كل ما تقول، هو من يحافظ على ذلك الرباط المقدس من خلال حسن تعامله وسيرته الحسنة فيهدي إليك عيوبك بغرض إصلاحها أو تلافيها مستقبلاً وهو من يحمل لك في قلبه الصافي حباً جامحاً بعيداً عن الغيرة والحسد وغيرها من أمراض النفس.

من أجمل النصائح التي سمعتها هي: عليك بتغيير أصدقائك إذا لم يكن ليضيفوا إليك، إذاً فما فائدة الصديق عندئذ اذا لم تكن منه منفعة تضيف لك في حياتك وهنا لا أقصد المنافع الشخصية وإنما ما يضيفه لك في سجل حياتك لتفخر به كأن يرشدك إلى موهبة أنت تمتلكها فيصر عليك بأن تهتم بها لتبدع فيها فيما بعد...الخ، من جانب آخر وعلى النقيض من ذلك تماماً فصاحب المصلحة الشخصية لا يستحق بأن يكون صديقاً وفياً؛ لأنه غير دائم وسيتركك عند أول معضلة تصادفك، وهذا ما يحصل عند الكثيرين للأسف، فلا يكتشفون أصدقائهم الحقيقيين إلا عندما تحل عليكم الشدائد والمحن.

سَـلامٌ عَلى الدُّنْيـا إِذَا لَمْ يَكُـنْ بِـهَا

صَـدِيقٌ صَدُوقٌ صَادِقُ الوَعْدِ مُنْصِفَـا

(
الإمام الشافعي )


 

الثلاثاء، 19 مارس 2013

تجنـب إفشـاء أسـرار العمـل


 

كما أن للعمل حرمته المصونة فإن المحافظة على أسراره حق مقدس لكل من حمل أمانته، إن من أشد ما يحزن النفس في الوقت الحاضر تفشي ظاهرة تسريب أسرار العمل وبشكل مبالغ فيه سواء كانت تلك الأسرار وثائق أو معلومات أو غيرها من التي تقع من ضمن قائمة المحظور تسريبها بأي طريقة كانت، فالأمر أصبح يورق مضجع المديرون وحتى الإداريون في موقع العلم خاصة مع تطور تقنيات الاتصالات الحديثة وتسرب الكثير من الوثائق السرية للعلن عبرها.

بكل تأكيد وبما لا يدع مجالاً للشك فإن تلك الظاهرة أخذت بالازدياد حتى أصبحت تجارة يستفيد منها البعض مادياً أو معنوياً أو حتى لمجرد التباهي بذلك وكأن الأمر أصبح لعبة مزدوجة يستفيد منها طرف على حساب ومصلحة طرف آخر، فمن بين تلك الأسرار التي تسرب مثلاً وثائق المناقصات، السيولة المتوفرة لدى الجهة المعنية، أماكن الاستثمارات ومصادر التمويل وغيرها.

 أما بالنسبة للجهات الأمنية والعسكرية فإن الأمر يشكل معضلة حقيقية ينبغي التعامل معها بكل دقة وحرفية، فالأمر يتعلق بالتواصل مع جهات خارجية لها أجندة عدائية هدفها الإضرار بأمن البلد وشعبه، فالأسلحة ونوعيتها وأعدادها ومصادرها والمعلومات السرية على سبيل المثال من المحظور نشرها أو حتى تسريبها؛ فالأمر يصل إلى مستوى خيانة الأمانة وسوء استعمال الوظيفة وهو ما يعاقب عليه القانون ويُجرمه.

 

الصبـر والمثابرة = الطريـق نحـو تحقيـق النجاحـات






إنّ طريق النجاح دائما ما تشوبه الكثير من التحديات والعقبات وبطبيعة الحال فهو غير محفوف بالورود، فلا بد من تحدي كافة الصعوبات ومواجهة التحديات بالصبر والمثابرة والعمل الجاد لتحقيق الطموحات المنشودة لأصحاب الهمم العالية الذين يبحرون بحثاً عن مرسى النجاح والتميّز في رحلة الحياة الطويلة المشوبة بالمطبات المتعددة، فلا يجب أن يقف الشخص أو يستسلم عند أول عقبة تصادفه، فعقبات الحياة كثيرة، بل عليه بالسعي دائما نحو تحقيق ما يصبو إليه مستعيناً بذلك بالصبر وطول البال.

وفي هذا السياق أحب أن أذكر بعضاً من الأمثلة على أناس كانوا يسعون لتحقيق أهداف نبيلة وسامية لخدمة الإنسانية فعلى سبيل المثال: العالم نيوتن أشهر عالم فيزيائي، بالرغم من حياته الصعبة؛ حيث أن والده توفي وتزوجت والدته برجل آخر وتركته وحيداً عند جده، ولم تكن علاقته على ما يرام عند الأخير، وكان يواجه صعوبات في الدراسة حتى أنه وصف بالغبي والمتخلف وغيرها من الألقاب، ولكن رغم ذلك استمر في رحلة البحث عن الذات من خلال تسخير الإمكانيات المتاحة لخدمة أهدافه النبيلة التي يسعى لتحقيقها على أرض الواقع، حيث اكتشف قانون الجاذبية وأرسى قوانينه ووضع أسس علم ( التفاضل والتكامل) في الرياضيات وغيرها من الإنجازات.

من هنا نلاحظ طول صبر هذا الشاب الغبي العبقري والذي أبهر الناس بإنجازاته، اذاً فالهدف المنشود يحتاج إلى صبر وطول بال ومثابرة بعيداً عن الأحلام السرمدية، وهذا ما أرجوه من كل من ينشد التميّز وتحقيق النجاحات، قال الإمام الرافعي رحمه الله " إن لم تزد على الدنيا، فأنت زائد عليها".

فـــن الإنصـــات الفعّـــال






يقال " ليس كل مستمع منصت ولكن كل منصت مستمع"

من هنا تأتي أهمية الإنصات الفعّال من خلال اخضاع كافة الحواس لذلك بدون أي تصنّع أو تكلف، ونظراً لأهمية هذا الموضوع في الحاضر، اعتمدت الكثير من المؤسسات التدريبية برامج ودورات خاصة بفن "الإنصات" وهنا أقصد الإنصات الفعّال المبني على احترام المتحدث والإنصات له بطريقة جادة غير مصطنعة.

لماذا نحب المنصت ؟، هذا السؤال يتبادر في أذهان الكثيرين والجواب هو لأن المنصت دائما ما يكتنفنا بحبة ويشعرنا بأهميتنا وأهمية ما نقول وبالتالي يقوم في الفرصة المناسبة بالرد ومحاولة التهوين علينا وامتصاص غضبنا، اذاً فالجواب بسيط ولكن يحمل في طياته معاني عدة؛ فليس كل من نتحدث معهم يقومون بالدور نفسه وربما لا يعنيهم الأمر أحياناً وهذا يحصل عند الكثيرين، اذاً اذا ما أردنا الإفصاح عن ما في دواخلنا من أمور فعلينا بانتقاء الشخص المناسب، الشخص المستمع والمنصت في الوقت ذاته.

 

 

الاثنين، 18 مارس 2013

العمل بروح الفريق الواحد

 

"إن الله مع الجماعة" " اليد الواحدة لا تصفق" وأمثلة أخرى كثيرة تدل على رسالة سامية تحمل في طياتها أهمية العمل بروح الفريق الواحد؛ نظراً لما يشكله ذلك من تقدم وازدهار المؤسسة أو أياً كان موقع العمل، إذاً وبعد هذه المقدمة بسيطة والتي تبين أهمية التعاون الراقي بين أفراد المؤسسة أو المجموعة دعونا نخوض في غمار ما تحمله دلالات هذه الرسالة من معاني كثيرة يصعب إحصائها ابتداءً من الاستقرار الوظيفي وانتهاءً بنجاح المؤسسة في كافة المستويات.

من هنا نؤكد على أهمية التعاون والعمل المشترك في إطار حب العمل والإخلاص والتفاني المؤدي بطبيعة الحال إلى تحقيق عوامل النجاح المنشودة والتي يوقد شرارتها المديرون والإداريون على حد سواء، فلا بد من الاهتمام البالغ بالمجموعات وليس الاهتمام فقط على أفراد معينين دون غيرهم فكلاً يؤدي عمله المنوط به على اختلاف مواقعهم ومناصبهم وذلك لا يمنع الاهتمام بالمميزين منهم؛ كونهم يبعثون الحماس وروح المثابرة والاجتهاد في نفوس الموظفين الآخرين.

 

الاستثمار في التدريب والتأهيل



 

إنّ أعظم استثمار قد يكون هو الاستثمار البشري أو الاستثمار في الذات لكونه ركيزة أساسية للتنمية بكافة أصنافها سواء الاقتصادية، المعرفية، الاجتماعية. الخ، قد يتساءل البعض: ما الغرض من صرف الآلاف وحتى الملايين على التدريب والتعليم وهو مكلف نوعا ما على كاهل المؤسسة أو الشركة؟، وهل هناك جدوى حقيقية من هكذا انفاق؟.

 بكل تأكيد إنّ المسيرة العملية تحتاج إلى صقلها بالمعرفة العلمية وهما خطّان متوازيان يسيران معاً على حد سواء لنجاح أي عمل وتقدمه، بل على العكس تماماً فلا بد من صرف الأموال على التدريب والتأهيل والتعليم لأنها صمام أمان لتقدم أي مجتمع وتميزه عن غيره، وهذا ما تسير عليه الدول المتقدمة وخاصة الدول الصناعية الكبرى والتي يزيد اهتمامها يوماً بعد آخر بالموارد البشرية مثلما يزداد اهتمامها بالآلات والمحركات الذكية لتشغيل اقتصادها ونموه؛ لأن تلك الآلات تحتاج إلى عقول متعلمة وماهرة لتشغيلها وتطويرها وابتكار طرق جديدة في الإنتاج.

فلا يمكن الاستغناء عن العنصر البشري مهما تطورت الآلات وبلغت مراحل متقدمة؛ لأن تلك الآلات صنعت أصلاً من عقل الإنسان وتفكيره فلا تعمل إلى بالتوجيه والإدارة السليمة والمراقبة المستمرة لما يناط لها من أعمال.

عين على علم الإدارة.



 

لا شك بأن مع ازدياد آفاق التطور الصناعي والمعلوماتي والتكنولوجي وغيرها يتطلب العمل جدياً من أجل خلق بيئة مناسبة وملائمة تتعاطى مع المرحلة التي وصل اليها ذلك التطور ومن بينها تطور(علم الإدارة) الذي بدأ الاهتمام به في أواخر القرن 19 عشر نتيجة للثورة الصناعية التي ظهرت في تلك الفترة فكان لابد من فصل الإدارة عن ملكية المشروع.

لا يوجد تعريف ثابت لعلم الإدارة ولكن هناك بعض التعريفات الشائعة ومن بينها على سبيل المثال:

الإدارة كعلم : وتعني مجموعة من الأسس والمبادئ والنظريات اللازمة لقيادة وتوجيه أنشطة وجهود العاملين نحو تحقيق هدف محدد.

الإدارة كـفن : مجموعة من المهارات والمواهب والخبرات التي يتقنها المديرون والإداريون نتيجة الممارسة الفعلية  والخبرة العملية.

وهناك أيضا عدد من التعريفات الأخرى وبطبيعة الحال لا يوجد تعريف ثابت ومحدد للإدارة وذلك لأن الإنسان كائن ديناميكي ومتطور مع كل مرحلة من مراحل حياته بالإضافة ألأى ذلك التأخر الكبير في الاهتمام بعلم الإدارة.

الأحد، 3 مارس 2013

صيـــف ســـاخن جداً ...






 
بلا شك إنّ قرار مجلس الوزراء بزيادة الحد الأدنى لأجور العاملين بالقطاع الخاص قد لاقى صدى وترحيب شديدين من قبل العاملين بالقطاع وإن لم يكن بالمطلق كونهم كانوا يتوقعون حزمة من التعديلات الفعّالة ومن ضمنها زيادة في الرواتب بنسبة لا بأس بها تنافس النسبة المعمول بها في القطاع العام، لكن من جهة أخرى فإن التدرج في مسار الزيادات المتوقعة يعتبر ضرورياً في هذه المرحلة لتفادي أي تضخّم غير متوقع في الأسعار أو أي تأثيرات سلبية محتملة لذلك القرار.

إن شهر يوليو القادم هو الموعد الفعلي لتطبيق قرار مجلس الوزراء الموقر برفع الحد الأدنى لأجور العاملين إلى 325 ريال على أقل تقدير، والمجال مفتوح طبعاً لكل منشأة بتقديم عروض عمل بها من المميزات الكثير وأن لا تلتزم بالحد الأدنى للأجور فقط؛ كونه وضع لضبط سوق العمل من بعض التجاوزات غير المسؤولة بحق العاملين من قبل بعض أصحاب الأعمال، فالواقع يحتّم على القطاع الخاص العمل جدياً لتطوير الإمكانيات البشرية ومهاراتها لتصقل بطريقة إيجابية لترجع بالفائدة الكبيرة على الطرفين أصحاب الأعمال والعاملين، وهذا ما تسير عليه فعلاً الكثير من منشآت القطاع الخاص ولله الحمد، وهو ما يبشر بالخير على مستقبل القطاع الواعد بالكثير من المميزات والتي تفوق في بعضها المميزات المتوفرة في القطاع الحكومي.

على صعيد متصل فلابد من وقفة حازمة من قبل المُشرع قبل الموعد الفعلي لتطبيق الزيادة المحتملة في الرواتب في شهر يوليو القادم وذلك بسن مجموعة من القوانين الرادعة لكل من تسوّل له نفسه استغلال الوضع بطريقة سلبية كأن يقوم برفع الأسعار أو تقليل العلاوات وذلك بوضعها بطريقة ما في الراتب الأساسي (أي مجرد تغيير في الأرقام ليس إلا) وهو ما اتبعته بعض الشركات للأسف في الفترة الماضية وهذا ما لامسته واقعا عن قرب، إن في سن تلك القوانين التي تحمي العاملين وأصحاب الأعمال أيضا يعد تماشياً مع الخطة الوطنية لاستيعاب الباحثين عن عمل في قطاع حيوي وهام يعد رافداً أساسياً للاقتصاد الوطني.

الجدير بالذكر بأن الهيئة العامة لحماية المستهلك قد قامت في وقت سابق بالتعاون مع الحكومة وخاصة وزارة الشؤون القانونية باستحداث قانون لحماية المستهلك  وقد رفع فعلياً إلى مجلس الوزراء لاعتماده ولكن لم يطرأ أي جديد إلى الآن بخصوص إصدار القانون، والأخوة في الهيئة ينتظرون تفعيله بفارغ الصبر حتى يؤدوا عملهم المنوط بهم على أكمل وجه، كما أن المواطنين الكرام ينتظرون أيضا ذلك القانون وتفعيله رسمياً حتى يساهم فعلياً في كبح جماح ارتفاع الأسعار الذي طال جميع السلع الغذائية والاحتياجات الاستهلاكية تقريباً، كما أن موجة ارتفاع الأسعار قد طالت ايجارات المنازل والشقق السكنية وما نأمله حقاً في المرحلة القادمة أن لا تتكرر تلك المعضلة من جديد والتي أرهقت كاهل المواطنين.

السبت، 23 فبراير 2013

الواجهة البحرية بشاطئ الأشخرة






تتميّز نيابة الأشخرة بولاية جعلان بني بو علي بمحافظة جنوب الشرقية بموقعها المتميّز المطل على بحر العرب والمحيط الهندي، تلك المنطقة الساحرة بجمالها الأخاذ وباعتدال درجات الحرارة فيها طوال العام تبعد عن مركز الولاية قرابة 30 كم، وتستقطب العديد من الأفواج السياحية والباحثين والدارسين من مختلف دول العالم هذا فضلاً عن أفواج المواطنين والزوار المقيمين للاسترخاء وقضاء عطلاتهم بعيداً عن صخب المدينة وضجيجها، الأمر الذي يجعل تلك المنطقة قبلة الاهتمام الحكومي في المرحلة القادمة وما تطوير الواجهة البحرية بالنيابة الجميلة سوى البداية في المسار الصحيح وستليها بكل تأكيد خطوات أخرى قادمة.

إن إعلان وزارة السياحة الأخير بنيتها تطوير الواجهة البحرية بما يربو على 3 كم يعتبر أمراً مثيراً للاهتمام ويبعث برسالة هامة إلى المجتمع المحلي بأن الحكومة جادة وتسارع الخطى لجعل المنطقة واجهة بحرية بامتياز تتوفر فيها كافة الخدمات الضرورية كمواقف للسيارات مثلاً، مظلات، استراحات بمقاسات مختلفة، مطاعم، مقاهي، محلات متنوعة، مسارات للمشاة، مسارات أخرى للدراجات الهوائية وغيرها من الخدمات.

إن صدى الإعلان عن مشروع التطوير الحيوي في النيابة أثار انتباه المستثمرين المحليين والأجانب على تلك المنطقة وتوالت الاتصالات على المعنيين للاستفسار عن المشروع ومراحلة والتسهيلات المقدمة للمستثمرين وغيرها، وهذا يدل على جدية تلك الأطراف أو على أقل تقدير يبعث برسالة هامة مفادها بأن القطاع الخاص شريك أساسي في التنمية والتطوير شريطة الاهتمام الحكومي أولاً من خلال تسهيل الإجراءات وتوفير كافة الخدمات  الضرورية لخدمة عملية التطوير المنشودة.

بلا شك إنّ نتائج تلك الخطوة الهامة سيكون لها الأثر البارز مستقبلاً على المنطقة وهذا ما سيلاحظ جلياً بعد اكتمال عملية تطوير الواجهة البحرية، وأملي أن تكون المنطقة فيما بعد قبلة سياحية من الدرجة الأولى ومركزاً علمياً وبحثياً أيضاً للعديد من المهتمين بمختلف وظائفهم لدراسة مكنونات المحيط الهندي وتصوير الأفلام الوثائقية للطبيعة البكر وأعماق المحيط وبثها فيما بعد للعالم وبالتالي الترويج للمنطقة - بشكل غير مباشر- ، كل ذلك يعتمد على مدى جديّة الحكومة لتحقيق أهداف التطوير والوصول إلى تحقيق الرؤية المرجوة للمنطقة.

إن ما نرجوه حقاً في هذه المرحلة بأن يتم تشديد الرقابة على الحيازات العشوائية للأراضي، بما في ذلك الأراضي الواقعة على طول الشاطئ؛ كونها أملاكاً عامة وجب على الدولة الحفاظ عليها وتسخيرها فيما بعد لخدمة قاطني المنطقة والزوار من خلال توفير كافة الخدمات الأساسية الضرورية للنهوض بمستوى الخدمات المقدمة إلى المستوى المأمول، وتسهيل كافة العقبات أمام الاستثمار والحركة التجارية وفتح باب الرزق للأسر المنتجة لتقديم خدماتها للزوار والسياح وبالتالي إيجاد مصدر دخل ثابت لها طوال العام.
كما نأمل من المعنيين بالأمر مسارعة الخطى مع الجهات ذات العلاقة لإنشاء مركز متخصص للعلوم البحرية يعنى بدراسة الأحياء البحرية المتنوعة، يقوم على أساس التعاون المشترك بين المختصين في السلطنة والخبراء الدوليين في هذا المجال ليتوّج ذلك التعاون فيما بعد بدراسات متخصصة وبحوث علمية يستفيد منها العالم من حولنا، وهنا تشجيع على السياحة العلمية المتخصصة التي يجب التركيز عليها في الفترة القادمة.