البحث

الأحد، 25 مارس 2012

تَمخّض الجَبل فوَلد فَأراً " المَركزي مثالاً"هُموم مواطن بَسيط جداً ..



في الوقت الذي يمر فيه العالم بأزمة إقتصادية حادة وخانقة وخاصة في منطقة اليورو وما نتج عن ذلك من انهيارات اقتصادية في بعض الدول واكتواء دول أخرى بلهيب تلك الأزمة سواء كان بشكل مباشر أو غير مباشر ، ذلك التطور الخطير حرّك المشرّعين والسياسين الى ضرورة أخذ الإحتياطات اللازمة في مواجهة تلك الأزمة . ونتج عن ذلك قرارات عدة ومن بينها خفض نسبة الفائدة الى نسبة متدنية جدا تكاد تصل الى 1% ، تخيلوا معي (1%) نسبة الفائدة في كبريات اقتصاديات العالم وهنا أعني (الإتحاد الأوروبي) بكل ما يحمله من امكانيات اقتصادية هائلة ومن صناعات متطورة. اذاً هي سياسة اتبعها المشرّع لإنعاش الإقتصاد والمحافظة على النمو الإقتصادي. هنا لا أقارن عمان بالإتحاد الأوروبي ،لكن أقصد بذلك ضرورة اتباع السياسات الناجحة بعيدا عن (المصالح الشخصية) ومصالح الشركات الرأسمالية ورجالات الأعمال ولو كان ذلك على حساب المواطن البسيط الذي بالكاد يملك ما يسد به (رمقه) الى نهاية الشهر !! فما بالك اذا كان ذلك المواطن يعيل أسرة بالكامل !؟ .

في تصريح من أحد المسؤولين بالبنك المركزي بعد تخفيض نسبة الفائدة الى 7% يقول فيه : (
تأتي هذه الخطوة مواكبة للإتجاه العالمي لأسعار الفائدة وتخفيفاً للعبء المالي على المقترضين ) !! ما شاء الله (يا القلب الرحوم) أخيرا أنّبكم ضميركم وأحسستم بالمواطن البسيط ؟؟ للأسف (تمخض الجبل فولد فأراً)، تخفيض 1% !! بالله عليكم من (يتسلّف )من البنوك وأقصد هنا(القروض الشخصية) غير المضطّر والمحتاج والمشرف على مشروع زواج أو علاج وغيره ؟؟ هل أصحاب الكروش الممتلئة وأبنائهم ( يتسلّفوا) مثلاً ؟؟ وهل هم في حاجة الى ذلك ؟ وهم من يتم توفير (الراشن)الشهري لهم ويحضون بالإمتيازات والعطايا والحوافز والرواتب العالية ؟ في مقابل ذلك يتم استنزاف (بيسات)المواطن بيسه تلو بسيه الى أن يضطر الى الإقتراض من غيره. هي سياسة اللعب على الذقون أيها السادة،هي سياسة الهاء المواطنين بحاجاتهم اليومية الضرورية حتى لا (يفكّروا ) بغير ذلك ،لأن في ذلك خطراً على الدوله وعلى المجتمع ، لأن في ذلك (عدم تفتيح للعيون) لأشياء أخرى أساسية ، لله درك يا وطن ،، من لنا غير الله ، من لنا غير الله !!! .

وفي تكملة للتصريح الآنف ذكره يقول ((
يأتي هذا سعياً الى حث المؤسسات المصرفية على ضرورة تسخير مواردها في تنمية القطاعات الإنتاجية وعدم التوسع في القروض الشخصية وتشجيعاً للإدخار والحد من الإستهلاك .)) .يااااه !! بالفعل المؤسسات المصرفية تسخر كافة امكانياتها ولكن لإذلال المستقرض البسيط حتى تنهار قواه ويظل طوال عمرة يدفع ويدفع لتسديد القرض وبالنهاية لا ينقص من القرض سوى نسبة بسيطة وخاصة اذا القرض (مخفًف) في قاموسهم والذي هو (كابوووووس ) لا ينتهي في قاموسنا كمواطنين بسطاء الى أن نمووووت وبعدها تدفع شركة التأمين باقي القرض للبنك وهكذا تظل( الدوامة ) تدور وتدور على أناس آخرين .لكن من جانب آخر أيها (القلب الرحوم )يا مسؤولينا الكرام في موضع الأمانة أسئلكم بالله ، ما الذي (بقي ) لإدخاره وما الذي نصرفة في الإستهلاك اليومي ؟؟ هل رواتبنا بالآلاف مثلاً والغلاء لا يؤثّر فينا ؟؟ هل نبدّل سياراتنا ونسافر للإستمتاع سنوياً مثل مواطني دول الجوار ،هل نحن في رفاهية مثلهم ؟، هل نحن في معزل عن دول العالم وما يحدث بها من تطورات ؟؟ لماذا دول الجوار على أقل تقدير بها نسب فوائد منخفضة في مصارفها ؟ وبها رواتب عاليه تكاد تصل الى ضعف الرواتب التي عندنا ؟ ،أسألة كثيرة تبحث عن إجابات شافية ووافية ،وأكاد أجزم بأنني لن أحصل على إجابة واحدة في ظل التعامي والتغابي على كثير من الأمور لــ ( مصالح ) هم يعرفونها .

إذا أخذنا جولة في بعض دول الجوار نجد في قطر مثلا والتي يصّنف مواطنيها في قائمة أعلى (
الأجور ) في العالم وتقدم مصارفها أدنى نسبة فائدة لمواطنيها قد تصل الى 1% ومدة استحقاق تصل الى 35 عام ،وفي السعودية تصل نسبة الفائدة الى 2.7 % !!، عجبا لقوم يرأسهم من كان يعارض البنوك الإسلامية من الأساس مما أدى إلى سخط المواطنين على تصريحاته وغضبهم الشديد ،وبعد ذلك ونتيجة للضغط الشعبي في أحداث فبراير 2011 م تم السماح لفتح بنوك إسلامية جديدة ومنافذ للمعاملات الإسلامية في البنوك القائمة .


لله درك يا وطن .....!!