البحث

الثلاثاء، 28 أغسطس 2012

التغطية الإعلامية للإختراعات العمانية



صناعة الورق من شجر النخيل


الدورات البرامجية التي يقدمها التلفزيون العماني بلا شك تحمل الكثير من الأفكار المتجددة من دورة إلى أخرى وعلى مدار العام، ولكن ما يحز في نفسي أن أجد تلك الدورات التي تفتقر لجوانب عدة في الحياة  ومن بينها الجوانب العلمية، حيث نجد مثلاَ شبه غياب للبرامج التي تعنى بالتقنية والتكنولوجيا وآخر ما توصل إليه العلم في هذا المجال، حيث نضطر في كثير من الأحيان إلى متابعة قنوات أخرى وهي كثيرة ولكن أملي أن أرى شرحاً مفصلاً لتلك التقنية الحديثة بأساليب وأيادي عمانية مبدعة أخذت على عاتقها هذه المهمة وهي كثيرة ولله الحمد ولكنها ربما لا تبرز نفسها لأسباب عدة ربما هو لقلة الدعم المقدم أو حتى عدم سعي هؤلاء لإبراز ما لديهم للمجتمع حتى يفيدوا ويستفيدوا، وأتمنى أن يحاول كلا الطرفين "الإعلام والمبدعين" أن يقترب كلا منها إلى الآخر بحيث يبرزان ويظهران الوجه المشرف للإنسان العماني وسعيه لتعلم آخر ما وصل إليه العالم من تقدم علمي.

على صعيد متصل أتمنى أن تقام المراكز البحثية العلمية من قبل الحكومة وبدعم من القطاع الخاص، فالثاني لن يألوا جهداً إذا ما خطت الحكومة الخطوة الأولى نحو هذا المشروع المستقبلي، فالمشروع بحاجة إلى احتضان حكومي ودعم حتى يقبل عليه المستثمرين والقطاع الخاص وهو ما سيبشر بصناعة جديدة وطموحة وقودها الإنسان العماني، وهو عكس ما يحصل الآن حيث نجد أفكار عمانية خالصة لا يقدم لها الدعم الإعلامي ولا الدعم المادي ومن بينها جهاز رصد الصواعق الرعدية ،آلة تحويل مخلفات أشجار النخيل إلى أعلاف، الجهاز الذي يحيل القمامة إلى سماد عضو يستخدم في الزراعة، عربة تسوق ذوي الاحتياجات الخاصة، مشروع صناعة الورق من سعف النخيل، جهاز التحذير المبكر من السيول واختراعات أخرى كثيرة لشباب عمانيين تنتظر الدعم المناسب والتشجيع.

من جهة أخرى أتمنى أن تُمنح الجوائز المغرية والحوافز والدورات التدريبية لكل من يأتي بشيء جديد ومفيد من قبل هؤلاء المبدعين بالشراكة مع القطاع الخاص تزامناً مع التغطية الإعلامية ولو كانت على شكل برامج أسبوعية على أقل تقدير وبرعاية القطاع الخاص، وأن يتم تبني الأفكار النموذجية ودعمها حتى تسجل بملكية عمانية خالصة وهذا ليس ببعيد أو مستحيل؛ كون ما نراه الآن اختراعات وتقدم مذهل كان مجرد أفكار صغيرة وبسيطة تحمل طموحات كبيرة، فبرزت إلى الملأ بفضل سعي أصحابها لإبرازها وإظهارها إلى العالم على شكل حقيقة واقعية.

الحكومة مطالبة بعمل الكثير في هذا المجال وأتمنى أن تكون مدينة العلم والتقنية المزمع إنشائها قريباً بمثابة الانطلاقة الحقيقية للمسيرة العمانية العلمية نحو آفاق أرحب، فالإعلام مطالب في المرحلة القادمة بمزيد من الأدوار الفعّالة في هذا الإطار، وأن يساهموا في إبراز المبدعين والمخترعين العمانيين إلى الواجهة وتعريف المجتمع بهم وبأفكارهم وإبداعاتهم، حتى يبعثوا الحماس في الجيل الجديد لمزيد من المثابرة وتحصيل العلم والخروج بخلاصة من التجارب المفيدة والنماذج الرائعة في خدمة الوطن والإنسانية، فالآخرون ليسوا أحسن منا بشيء سوى أنهم عرفوا من أين ينطلقوا فسخروا كافة الإمكانيات لخدمة عقولهم وأوطانهم.

الثلاثاء، 21 أغسطس 2012

أزمة الوقود على طريق ثمريت - صلالة... من المسؤول؟

 

تناقلت مواقع التواصل الاجتماعي والمنتديات في العوالم الافتراضية وحتى عن طريق الرسائل النصية خبر نقص امدادات الوقود ونفاده من بعض محطات التزود بالوقود على طريق ثمريت- صلالة، بالفعل ما حدث هو "غزو سياحي" إيجابي غير متوقع إلى صلالة الخضراء معتدلة الأجواء هروباً من لهيب الصيف ورطوبته الشديدة.

هناك من بادر من الأخوة العمانيين إلى تعبئة خزانات الوقود البلاستيكية لينقلوها إلى العالقين بخط ثمريت- صلالة حتى يتزودوا بالوقود ويواصلوا طريقهم إلى صلالة،وما كانت تلك بادرة طيبة منهم لتدل على سمو أخلاق العمانيين وحسن ضيافتهم رغم بساطتهم وهذا ليس بغريب عليهم، تلك الحركة العفوية قد تناقلها مواطنو دول الجوار فيما بينهم، مما كان لها الأثر الطيب عليهم وإشادتهم بالعمانيين.

نعم لقد نفذ الوقود بالفعل من بعض محطات التعبئة في حالة استثنائية لم تحدث مثلها منذ سنوات، ونتيجية لذلك شُكلت غرف عمليات مصغره من قبل شركات النفط من أجل تلافي الأوضاع وامداد تلك الخطوط الطويلة بشحنات إضافية من المواد البترولية، وقد تم حل المشكلة في وقت قياسي يُحسب للمسؤولين، ولكن مشكلة تكدس السيارات على محطات التزود بالوقود أخذت فترة من الوقت حتى هدأت الأوضاع ولله الحمد.

ما لبثنا أن انتهينا من مشكلة الوقود بسلام حتى ظهرت مشكلة أخرى من جديد ألا وهي مشكلة السكن، حيث أن الأسعار ارتفعت بشكل قياسي وبلغت نسب استيعاب المنشئات الإيوائية أرقام قياسية، مما اضطر بعض السياح إلى الإستنجاد بمسؤوليهم أو حتى أقربائهم وأصدقاهم من العمانيين ليجدوا لهم مأوى مناسب بعدما تعطلت السبل بهم لعدم استيعاب المنشئات الإيوائية لهم، وآخرين كانت لهم النيّة للسفر إلى صلالة وأجلوا خططهم أو ألغوها مؤقتاً حتى تتضح الأمور أكثر.

بلا شك بأن سمعة ظفار بشكل عام كمنطقة جاذبة للسياح أصبح يضرب لها المثل لبكر طبيعتها وجمالها الأخاذ، مما جعل المسؤولين لدينا يضعون الخطط المستقبلية لتطوير تلك المنطقة الغنية بطبيعتها من أرض عمان الحبيبة، حتى أصبحت ظفار اليوم مطمع المستثمرين الجادين المحليين منهم والأجانب، فهناك على سبيل المثال مشاريع سياحية قد تم افتتاحها في الفترة القريبة الماضية وأخرى قيد الإنشاء كمشروع عالم صلالة ومشاريع مستقبلية كبرى سترى النور قريبا كمشروع المدينة الطبية في ظفار ومشروع تطوير مطار صلالة ليصبح مطار دولي فور الانتهاء من أعمال تطويره بإذن الله.

إن مشكلة نفاد الوقود ليست بالمشكلة الكبيرة وإنما هي على الأرجح " عدم تقدير"  للتدفقات غير الطبيعية للسياح المحليين والخليجيين إلى أرض صلالة، فما حدث كان كالهجرة الجماعية إلى أرض لا تستوعب أعداد هائلة دفعة واحدة لعدم توفر المنشئات الإيوائية بالشكل الكافي رغم وجود الآلاف منها، ومن هنا أوجه دعوة خالصة إلى المستثمرين العمانيين خاصة لتوجيه استثماراتهم الفندقية منها والخدمية إلى صلالة وظفار بشكل عام فهي منطقة واعدة وجدواها الإقتصادية عالية، فما على الحكومة سوى تسهيل الأمور لتكون أكثر يسراً وأن تبحث عن مشاريع تجذب السياح على مدار العام وليست المدينة الطبية والحديقة المائية سوى مثال بسيط على تلك المشروعات الواعدة، فهناك أيضاً مشاريع أخرى تصنف من ضمن سياحة المؤتمرات والمعارض والسياحة العلاجية والسياحة الرياضية ...الخ، بكل تأكيد اذا تم استغلال كل تلك الإمكانات سيكون لها ثقلها الكبير على إقتصاد الدولة وزيادة الدخل القومي من صناعة تعد اليوم من أهم الصناعات على مستوى العالم.

أملي أن تسحب صلالة البساط عن مدن عالمية أخرى كوجهة سياحية محببة للسياح من مختلف دول العالم، وهذا ما تسير إليه الأمور بحمد الله، حيث أن شركات الطيران قد طلبت فعلاً تسيير خطوط مباشرة إلى صلالة لزيادة الطلب على هذه المنطقة وقد فتحت تلك الخطوط وما زالت الطلبات مستمرة ولو كانت بوتيرة أقل.

أخيراً أدعو المسؤولين الكرام في البلاد بأن يسارعوا الخطى لتنفيذ الخطط المدروسة والطموحة لتطوير محافظة ظفار من كافة النواحي بأقرب وقت ممكن، وأن يجعلوا المصلحة الوطنية في نصب أعينهم، ليسجلوا أسمائهم في لوحة الشرف العمانية كمسؤولين وطنيين بذلوا الكثير من أجل صالح الوطن والمواطنين.

سوريا...أكثر من 5 آلاف قتيل في شهر رمضان وحده !!!




ما زال الجرح السوري ينزف وبشدة، فلا يكاد يخف حتى يسيل الدم بشدة من جديد، صحيح إن الملوك إذا دخلوا قرية أفسدوها وجعلوا أعزة أهلها أذلة، فسوريا الكرامة والإباء والنصر المؤزر أصبحت أثراً بعد عين، بل هي كالأطلال نبكي عليها بين حين وآخر فيعتصر القلب ألماً لخرابها وقتل أهلها.

لا أعلم حقيقة لما كل هذا الدمار، فكل الأعذار أقبح من ذنوب ارتكبت، كيف لا وقلوب العذارى تئن من وطأة الظلم والطغيان، فهذه المرة ليست كسابقتها، فليس الظلم من جار غاشم وإنما من حاكم البلاد وزلمته، الأسد المجروح في ذاته الهائج لكرامته كما يظن، الحكم عنده مقدس لا يمس ولو أدى ذلك إلى إبادة أهل البلاد من شرقها إلى غربها.

إنّ من علامات الساعة "كثرة الهرج والمرج" أي كثرة القتل حتى أن القتيل لا يعرف لما قُتل والقاتل لم قَتل، وأظن ما يحدث في شام العروبة هو من علامات الساعة ولا أستبعده وهو كما أكده بعض علماء المسلمين في اجتهاداتهم، آآآه كم تسيل دموع الأرامل واليتامى والعذارى بلا توقف والعالم يتفرج من حولهم، والدول الكبرى تعتبره صراع مصالح وملعبه سوريا، فروسيا والصين إذا سقط بشار يعني ذلك فقد حليف استراتيجي في المنطقة، كما أنّ لروسيا قاعدة بحرية كبرى في طرطوس السورية ولا تريد أن تفقدها وستدافع عنها وعن نظام بشار وزلمته بكل ما أوتيت من قوة؛ لأن الغرب إذا أسقطوا بشار بحملة عسكرية ستنكشف أسرار الأسلحة الروسية في طرطوس السورية وربما تفقد روسيا قاعدتها البحرية؛ لأن الحكومة السورية القادمة ستكون موالية لأمريكا والغرب أكثر من ولائها لروسيا والصين ولنا في العراق عبرة، حيث أنه كان من أبرز حلفاء روسيا والصين فأصبح الآن بعد سقوط نظام صدام من أبرز حلفاء أمريكا والغرب في المنطقة، وقاعدة طرطوس البحرية بموقعها الاستراتيجي هي ثمرة تحالف أزلي منذ سنوات بين الحكومتين السورية والروسية، وهناك اتفاق بين الجانبين بأن تدافع روسيا عن سوريا  في حال تعرضها لهجوم ما.

ايران هي الأخرى لا تريد أن تفقد بعدها الاستراتيجي وحليفها القوي في المنطقة؛ حيث أنها تعتبر سوريا جبهتها الأمامية ضد الدولة الصهيونية وفي صدارة دول المقاومة الإسلامية هي وحزب الله اللبناني، وأنّ سقوط نظام بشار هو سقوط لإيران وللمقاومة الإسلامية، وأيضا يعتبر خسارة كبرى لحزب الله؛ كونه سيفقط الأم الحنون سوريا التي تحميه وتزوده بالأسلحة والعتاد، والتي ساندته بالعدة والعتاد في أيام حرب يوليو2006م، فـلولا مساعدة سوريا وإيران لما انتصر حزب الله على الكيان الصهيوني.

وأمريكا من جهة أخرى تريد أن تسقط نظام بشار بأي ثمن حتى يسقط عدو آخر لإسرائيل ويسقط حليف استراتيجي لإيران وبالتالي تهتز ثقة الشعب الإيراني بحكومته وتزداد وطأة العقوبات الاقتصادية على وطأة محنة إيران الإقليمية والسياسية في حال سقوط نظام بشار حليف إيران الإقليمي، وسقوط نظام بشار يعني ولادة نظام جديد موالي لأمريكا وحليف مهماً لها في المنطقة وخسارة لروسيا العدو الازلي واللدود لأمريكا.

هي إذاَ لعبة المصالح التي تحكمهم وملعبها سوريا، فالكل يريد مصلحته على حساب غيره، ولن تنتهي هذه المحنة بثمن بسيط في إعتقادي؛ لأن التضحيات المبدئية أصبحت عظيمة والحرب في بدايتها ولم تصل إلى منتصفها بعد، فعدد الضحايا الأبرياء تجاوز الـ5 آلاف قتيل في شهر رمضان وحده والحصيلة في ازدياد يوماً بعد يوم، حتى وصل عدد الضحايا إلى أرقام قياسية بتجاوزه عدد الـ 23 ألف قتيل منذ بداية الأزمة السورية في عام 2011م حسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان.

 اللهم احمي سوريا العروبة وشعبها الأصيل من كل مكروه وبلاء، اللهم لا تأخذنا بما فعل السفهاء بأمتنا.

الجمعة، 17 أغسطس 2012

بورمـــا ... عندما يطغى الظلم والطغيان على أرض أراكان!





بورما أو ميانمار حالياً، غُيّر الاسم الرسمي للبلد في عام 1989م ، بعد موجه من تغييرات كبيرة شملت أسماء قرى ومناطق، نسبة المسلمين في هذه الدولة قليلة بالمقارنة بالأغلبية البوذية ويبلغ عدد المسلمين حوالي 5 ملايين نسمة وأكثرهم في أراكان، والأخيرة كانت دولة لها استقلالها قبل أن تضمها بورما إليها وتحتلها، وتعتبر الآن من أشهر ولايات بورما ولها ميزة خاصة لدى المسلمين؛ لأن غالبية السكان فيها من المسلمين، يطلق على المسلمين فيها اسم طائفة الروهنجيا، وهناك طائفة أخرى تدعى الراخين وهي طائفة بوذية، دائماً ما تكون هناك خلافات واضطرابات بين الطائفتين لأسباب عرقية ودينية.



كثر الحديث في الآونة الأخيرة عن هذه الدولة المغيبة عن الخارطة السياسية للإعلام العربي؛ نظراً لما تشهده حالياً من أعمال عنف خطيرة طالت آلاف السكان الآمنين، فقد اعتدت طائفة الراخين البوذية على طائفة الروهنجياالمسلمة فأحرقت المنازل وشردت السكان إلى مناطق مجهولة وقتلت ونكلت بالآلاف منهم، فنجا منهم من نجا وهرب منهم من هرب حفاظاً على حياتهم من ظلم جبابرة الأرض.



انتشرت صور كثيرة عن المجازر المروعة التي ارتكب وما زالت ترتكب في تلك البلاد البعيدة نسبياً عن الخارطة السياسية والحماية الإسلامية وبعيدة أيضاً عن سلطة المنظمات الدولية وإشرافها، نتيجة ما حدث من مجازر فقد بادرت جمهورية تركيا مشكورة بإرسال وفد رفيع المستوى يضم كلاً من وزير خارجيتها وزوجة الرئيس التركي وعدد من المسؤولين الأتراك لتقصي أحوال المسلمين هناك، ومن أجل تسليط الضوء على هذه المعاناة الإنسانية في حين ظلت مواقف بعض البلدان العربية والإسلامية خجولة بل لا يكاد يسمع لها صوتاً مشرفاً وآثرت السكوت عن الظلم.



حتى لحظة كتابة هذا الموضوع ما زال القتل مستمر والبلدان الإسلامية ما زالت في سباتها العميق، ضاربة في عرض الحائط النداءات وصرخات الاستغاثة من قبل الأقلية المسلمة في بورما المنكوبة، بلا شك إنّ تمادي طائفة الراخين والحكومة بشكل عام على الاقلية المسلمة لا يبشر بخير أبداً، حتى إن مسؤولاً في الحكومة قال إن طائفة المسلمين تشكل خطراً على الدولة داعياً إلى توفير وطناً بديلا لهم.


 في كل يوم نجد أن عظم دولتنا الإسلامية في وهن مستمر نتيجة البعد عن المنهج الإسلامي القويم فلا عدنا أمة مثل تلك الأمم السابقة التي تهابها كبريات الدول ولا عدنا امة لها مستقبل مشرق لتأخرنا عشرات السنوات في العلم والصناعات وبعدنا أيضاً عن المنهج الإسلامي القويم وإتباعنا لمناهج غربية لا شيء سوى أننا نريد أن نرضي الغرب ونتوددهم ليبقوا على كراسي حكامنا.


 فلسطين الحبيبة منذ اكثر من 60 عاماً تعاني من ويلات الإحتلال ونحن لا نحرك ساكناً خوفاً من أمريكا والغرب، فوالله لو اجتمعت كلمة المسلمين لخافتنا كل الأمم ولأصبحنا قوة لا يستهان بها أبداً ولتبعتنا أمريكا نفسها لقوتنا، فأمريكا تعرف أن قوة المسلمين في إجتماعهم وهي تحاول بشتى الطرق تفكيك الدول الإسلامية إلى دويلات والإطاحة بالأنظمة القومية التي أحياناً ما نشتم رائحة من الكرامة والأمل في أرجائها لتأتي أمريكا وأتباعها ليحولوا تلك الكرامة إلى مهانة والأمل إلى إحباط مستمر.

الثلاثاء، 14 أغسطس 2012

هل حقاً فعلهـــا المرهــون ؟!





  الحمد لله حمداً كثيراً مباركاً على ما أنعم وما أعطى، هنيئاً لكم أيها الموظفين الكرام في الأجهزة الإدارية للدولة على هذا الإنجاز المهم في هذه المرحلة الحسّاسة، هنيئاً لكم الأوامر السامية بإلغاء الدرجة الخامسة المشؤومة بعد قرابة الـ6 سنوات من المطالبات والمناشدات التي باءت بالنجاح أخيراً بفضل جهودكم الحثيثة في عدم السكوت عن حق سلب منكم بخطأ إداري فادح كان من الأولى أن يؤدي بمن وضعه آنذاك إلى المحاسبة الإدارية الفورية، بلا شك بأن المرحلة القادمة ستشهد الكثير من الأخبار السارة على غرار توحيد رواتب القطاع العسكري والأمني  وتوحيد رواتب الأطباء العسكريين والمدنيين وقرب توحيد رواتب الفئات الطبية المساندة  مثل ما ذكرت وزارة الصحة في تصريحها الأخير على أمل أن يشمل ذلك أيضاً توحيد رواتب القطاع المدني أسوة بالقطاعات الأخرى وما إلغاء الدرجة الخامسة سوى البداية بإذن الله وهذا ما يطمح إليه الموظف الحكومي البسيط المكبل بسلاسل الغلاء من جهة ومن ضعف الرواتب من جهة أخرى.

إن إلغاء الدرجة الخامسة من جدول الدرجات والرواتب الوارد بقانون الخدمة المدنية الصادر بالمرسوم السلطاني رقم 120/ 2004م ومعالجة الآثار التي ترتبت عليها ذلك يعني بطبيعة الحال تقليص عدد الدرجات من (14) درجة ماليه إلى عدد (13) درجة مالية، أي عودة الأمور إلى ما كانت عليه قبل استحداث الدرجة الخامسة بالمرسوم السلطاني رقم 120 /2004م ، وشملت الأوامر السامية أيضاً تعويض المتضررين بأثر رجعي منذ بداية اعتماد الدرجة الخامسة بقانون الخدمة المدنية في 1/1/2006 م وتقفيزهم درجة أو درجتين مع مراعاة الفروق والتبعات المالية كلاً على حسب تاريخ ترقيته للدرجة الخامسة سابقاً، وهذا الحل منطقي جداً وهو الأنسب من مجموعة الحلول التي رفعت لمجلس الوزراء للاعتماد.

بلا شك أنّ الأوامر السامية الأخيرة أعادت الحقوق إلى أصحابها وأنصفت أكثر من 21 ألف موظف تأثر بشكل مباشر باستحداث الدرجة وهذا رقم مبدئي وقد تصل أعداد المتضررين لأكثر من 25 ألف موظف على حسب تصريحات سابقة لمسؤولين في الخدمة المدنية، نعم لقد فعلها معالي الشيخ خالد المرهون أخيراً وأوفى بوعده فنعم الرجل هو، وهكذا هم الخيّرين الغيورين على مصالح الوطن والمواطن ولم يكن كغيره من الذين همهم الأول والأخير تقليص مصاريف الدولة على حساب المواطنين البسطاء، نعم فعلها المرهون بقوة إيمانه بالقضية وأدى أمانته على أحسن ما يكون وتحمل الكثير من الضغوطات النفسية والمعنوية التي صاحبت ملف القضية منذ توليه الحقيبة الوزارية والثقة السامية، أنا على يقين بأن الرجال مواقف ولو كان غيره في مكانة لما أعطى القضية أي اهتمام ولظل ملف القضية  في  مكانه لا يراوح الأدراج المقفرة المزحومة بالملفات المؤجلة.


على صعيد متصل إنّ عقبة الخامسة ظلت جاثمة لسنوات على صدور موظفي الخدمة المدنية حتى استقال بسببها عشرات الموظفين بحثاً عن ضالتهم في مكان آخر ويبتعدوا كل البعد عن قانون الخدمة المدنية، فسلم منهم من سلم وظل منهم من ظل حتى يبتسم لهم القدر بوظائف مرموقة ذات حوافز وميزات مغرية في أماكن أخرى تحترم خبرة الموظف وكفاءته وطموحاته أو أن يتم تعديل قانون الخدمة المدنية وتعديل أوضاعهم إلى الأفضل.

إنّ مسيرة إصلاح اللائحة التنفيذية الواردة في قانون الخدمة المدنية مستمرة في اعتقادي على أمل أن تشمل مجالات أخرى مستقبلاً بإذن الله ومن بينها تعديل جدول الدرجات والرواتب بما في ذلك تعديل قيمة العلاوة الدورية وقيمة العلاوات والبدلات الواردة في القانون لكل الدرجات المالية، توحيد وضبط نظام الترقيات في الوحدات الحكومية وجعله نظاماً مركزياً، تعديل قاعدة احتساب المعاش التقاعدي لتكون في نظام تقاعدي موحد لجميع موظفي الخدمة المدنية بحيث يكون 80% من الراتب الأساسي مضافاً إليها 80% من قيمة العلاوات والبدلات وأن تعدل مكافأة نهاية الخدمة بحيث تكون راتباً أساسياً عن كل سنة قضاها الموظف في الخدمة أسوة ببعض الأنظمة الوظيفية الأخرى وغيرها من المطالب المشروعة التي يطالب بها موظفو الخدمة المدنية ويأملون بتحققها على أرض الواقع كما تحقق مطلب إلغاء الدرجة الخامسة.

 أخيراً أدعو من تم اختيارهم للمشاركة في "ندوة آليات تطوير الأداء الحكومي" والتي تعتزم وزارة الخدمة المدنية تنظيمها في الفترة ما بين 15 وحتى 18 من شهر سبتمبر القادم بفندق قصر البستان من مسؤولين ورجال أعمال وأكاديميين، أدعوهم للمشاركة الفعّالة وإثراء النقاش وتحمل مسؤولياتهم الوطنية والأخلاقية وهم من يمثلون شرائح المجتمع المختلفة في هذا التجمع المهم، على أمل أن تخرج تلك الندوة بجملة من التوصيات المهمة في سبيل تطوير الأداء الحكومي بفاعلية أكثر في المرحلة القادمة.

الاثنين، 13 أغسطس 2012

"مُرســي" وهيبــة الرئاســة المصريــة



لم يكن أحد ليتوقع تلك الثورة الشعبية الجامحة التي حدثت في مصر العروبة والكرامة، فبعد ثورة تونس الأبية والتي أطلق شرارتها الأولى "البوعزيزي" البائع المتجول الذي أضرم النار في نفسه نتيجة الظلم الذي وقع عليه من أحد أفراد المؤسسة الأمنية في تونس، تلك الشرارة التي وضعت حجر الأساس لانطلاق ثورة عربية شعبية كبرى في المنطقة وهي ما يطلق عليها الآن "الربيع العربي" ،نعم مات "البوعزيزي" ولكن بموته صحت ملايين الضمائر العربية التي كانت نائمة لسنوات طويلة منذ سقوط فلسطين في أيدي الاحتلال الصهيوني الغاشم عام 1948م وما تلا تلك المرحلة من أحداث مؤسفة على الأمة العربية، ولو أننا تنفسنا الصعداء قليلاً في حرب 1973م المجيدة  بين مصر وسورية من جهة وإسرائيل من جهة أخرى، تلك الحرب التي انتهت بانتكاسة مذلة للدولة الصهيونية ورد كيدها إلى نحرها وتحرير كامل أرض سيناء واختراق خط "بارليف" الحاجز الحدودي الشهير نتيجة للحرب الضروس التي استمرت قرابة 6 أيام والتي دارت رحاها في أرض عربية تعتبر قلب الأمة النابض بالكرامة والإباء، ولكن تلك الحرب الشرسة لم تحقق كامل أهدافها ولم تحرر أرض الجولان السورية المحتلة إلى الآن من عدو غاصب جاثم على جسد الأمة لأكثر من نصف قرن.

نعم حدث ما حدث في موقعة سيناء بالأسبوع الماضي حينما تم إطلاق النار على حرس الحدود المصريين وقتل على أثرها 16 جندي وأحسبهم عند الله شهداء، ذلك الهجوم الذي لم يُعرف منفذيه الحقيقيين إلى الآن، فإسرائيل ترمي التهمة على الجماعات الإسلامية والجماعات الإسلامية ترمي التهمة على إسرائيل وهناك من يرمي التهمة على المسلحين في أرض سيناء من بدو سيناء، حتى الغافل سيعلم أن ذلك الهجوم أتى من تدبير إسرائيل أو كانت تملك معلومات ولكن تغاضت عنها لخدمة أهدافها وكلنا يعلم المستوى المتقدم للمخابرات الإسرائيلة على مستوى العالم، إسرائيل لم تتوقع ردة الفعل المصرية العنيفة من خلال قرارات الرئيس "مُرسي" التي اعتبرت "تنظيفاً" للنظام المصري الجديد من أركان النظام السابق البائد، ذلك النظام الذي ظل مكبلاً بمعاهدة كامب ديفيد لأكثر من 40 عاماً، تلك المعاهدة التي اخترقتها إسرائيل مرات ومرات وكان حرياً أن تلغى من الجانب المصري نظراً لأن أحد شروطها الرئيسية قد تم اختراقه ونقضه.

أخيراً دخلت القوات المصرية بأعداد كبيرة وبأسلحتها الثقيلة إلى أرض سيناء بدون أخذ إذن إسرائيل بذلك لتفرض سيادتها الحقيقية على كامل الأرض المصرية، ذلك الحدث اللافت قد هز مضاجع إسرائيل وجعلها في خوف وقلق مُستمرين، نعم تلك القرارات قد أعادت جزءاً بسيطاً من الكرامة العربية بعد أن كان النظام السابق يأخذ الإذن من إسرائيل حينما يريد زيادة القوات في سيناء أو إعادة انتشارها، تلك القوات الهزيلة التي لم تتجاوز 700 فرد وبأسلحة خفيفة وفقاً لمعاهدة "كامب ديفيد" غير المنصفة.

بلا شك بأن "الإعلان الدستوري المكمل" الذي أحسن صياغته المجلس العسكري بتواطؤ من المحكمة الدستورية والتي عين قضاتها الرئيس المخلوع يعتبر تجاوزاً للشرعية والتفافا للثورة المصرية المجيدة وتكبيلاً لصلاحيات الرئيس المنتخب ديمقراطيا وفق إرادة شعبية وانتخابات نزيهة قل مثيلها، المجلس العسكري لم يقف على الحياد فانحاز إلى المرشح الآخر أحمد شفيق أبرز رموز النظام البائد  ظناً منه أن ذلك في مصلحة مصر وشعبها وخوفهم من تقدم الإسلاميين وسيطرتهم على الحكم بإرادة شعبية واسعة أخيراً بعد سنوات من النضال و الحظر المفروض عليهم من خلال عدم ممارستهم حقهم السياسي والذي كفلته دساتير الأرض وشرائعها السماوية.

إن إعلان الرئيس"مُرسي" بإلغاء الإعلان الدستوري المكمل يعتبر إنجازاً حقيقياً حيث عادت على أثره جميع صلاحيات الرئيس المسلوبة من بينها قرار إعلان الحرب من عدمه، ولاشك أن قرارات إحالة عدد من القادة الأمنيين والعسكريين إلى التقاعد تعتبر استكمالاً لمسيرة تنظيف الدولة من عناصر النظام المخلوع واستعادة لهيبة مصر وصيانة لثورتها، ولا أستبعد أن يُعاد مجلس الشعب المنتخب ديمقراطيا لممارسة أعماله بعد حله بقرار من المحكمة الدستورية.

الاثنين، 6 أغسطس 2012

البرامج الدينية .. نقطة نظام !



 يزخر التلفزيون العماني بعدد لا بأس به من البرامج الدينية التي يتم من خلالها تسليط الضوء على قضايا جوهرية وأخرى سطحية في الدين من مسائل فقهية وأخرى شرعية وغيرها من الأمور ذات الصلة بتطور مستوى التربية والثقافة الدينية لدى المشاهد الكريم، ولكن تبقى مسألة مواقيت بث بعض تلك البرامج قد لا تلبي الطموحات المنشودة أحياناً من قبل المتابعين كونها لا تبث في الأوقات المناسبة في بعض الفترات وتتغير مواقيتها في فترات أخرى، حيث نجد مثلاً أن برنامجاً يعنى ببث المبادئ الإسلامية والأخلاق الحميدة قد كان يبث في منتصف الليل، وقد فقد عدداً من متابعيه بلسان مقدم البرنامج ولكن بعد مناشدات بضرورة تقديم بثه إلى ما بعد الإفطار، قد أتى الجواب سريعاً وشافياً من قبل رئيس هيئة الإذاعة والتلفزيون وقد تم تقديم ذلك البرنامج إلى ما بعد الإفطار، وهو تجاوب سريع وإيجابي يحسب على القائمين بالتليفزيون.

من خلال متابعة ما يبث عبر التلفزيون المحلي نجد أن بعض تلك البرامج قد فقدت عدداً كبيراً مشاهديها في شهر رمضان وهنا لا أعمم بل أخص البرامج الدينية منها، حيث أن مواقيت بثها قد لا تكون مناسبة، وبطبيعة الحال لابد من الوقوف على مسألة التوقيت المناسب للبرامج التلفزيونية وخاصة تلك البرامج الهادفة والتي تؤثر بشكل وبآخر على المجتمع.

هي إذاً مسألة إعادة تقييم ومراجعه لما يتم بثه في أوقات قد لا تكون مناسبة ولنا في برنامج"قيم" عبره في ذلك حيث تم تغيير موعد بثه بعد مناشدات المتابعين، بشكل عام أرى ملامح الرضا بارزة في وجوه بعض المتابعين حينما يعبروا عن آرائهم لمستوى التطور الواضح الذي حدث في هذه السنة في تقديم البرامج والمسلسلات بشكل عام والدينية بشكل خاص، وكما علمت أيضاً أن عدداً كبيراً من المشاهدين الخليجين والعرب قد أبدوا إعجابهم بما يقدمه التلفزيون العماني من وجبات تلفزيونية دسمة ومفعمة بالنشاط والتي تبين مستوى الاجتهاد الذي يحصل من حيث توظيف التقنية الحديثة المستخدمة والأداء الجيد وحتى التقديم، وهو ما سيعزز ويُفرض مكانة الإنتاج المحلي بين المنافسين الأشقاء بعد حين إذا ما استمر بنفس الروح العالية، وكلي ثقة بأن هذه البداية الرائعة ليست سوى نقطة انطلاق وأن القادم سيكون مذهلاً ورائعاً، وهذا ما كان يطمح إليه المتابع والمشاهد العماني منذ سنوات، بلا شك بأن الاهتمام من قبل المسؤولين قد أدى إلى ازدياد مستوى الرضا العام على ذلك التطور اللافت.

همسة أخيرة لكل من يطمح للوصول إلى مراتب التميّز في المستوى والأداء ورفع سمعة عمان عالياً بين العرب،شكراً لكم على ما قدمتم في هذا العام ونتمنى المزيد منكم في المرحلة القادمة ، وأملي أن أرى الإنتاج العماني بكل أشكاله يغزو القنوات العربية الأخرى على المدى القريب ويفرض نفسه كمنافس شريف يجب إحترامه.