نقلة
نوعية يشهدها الإعلام العماني في الفترة الأخيرة من حيث التجديد والتأهيل ورفد
القطاع بعناصر ذات خبرة واسعه في هذا المجال، حيث تم استقطاب عدد من الطيور
المهاجرة التي برزت في الإعلام الخليجي وأضافت إليه بعد أن كانت مهمشة نوعا ما في
وطنها الأم نتيجة لقلة الحوافز والميزات وحتى الإهتمام ،إضافة إلى ذلك هناك مراجعة
شاملة تجرى حالياً للعملية الإعلامية من قبل الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون،
يأتي ذلك تزامناً مع خطة عملية وطموحة من قبل الهيئة لتطوير وتنفيذ هوية جديدة للتلفزيون بالإستعانة مع بيوت خبرة عالمية سبق وأن قامت
بتطوير عدد من المحطات الإذاعية والتلفزيونية على مستوى العالم، ويشمل ذلك التطوير
تغيير الشعار الحالي الذي عفى عليه الدهر وسئمنا منه نحن كمشاهدين ومتابعين،إضافة
إلى التغيير في بعض الجوانب ذات العلاقة لتتبلور كل تلك التطورات والتغيرات في
قالب جميل على أرض الواقع لنجني النتائج الإيجابية المذهلة قريباً بإذن الله .
أملي أن لا يكون هناك فقط تغييراً للعناوين والبعد عن التفاصيل وإنما
تغييراً ينشده الجميع في أسلوب العمل المتبع ليقترب أكثر من الواقع ويطرح قضايا
تلامس هموم المواطنين بعيداً عن المجاملات وتلميع الصُور، كل ذلك وبلا شك سيؤدي
إلى طفرة
كبيرة في عمل الهيئة ينعكس إيجاباً على
الرأي العام، وقد بدأت أولى بشائر تلك الطفرة بتغيير شكل وجوهر تقديم نشرات
الأخبار بحيث أصبحت أكثر جرأة في الطرح والأداء والأسلوب،وقد تواكب ذلك أيضا مع
استحداث فقرة(قضية اليوم) في أخبار العاشرة التي أخذت شهرة واسعة واستقطبت أعداد
كبيرة من المتابعين،وقد طُرحت أيضاً بعض البرامج الحوارية الساخنة مؤخراً،كل ذلك
أدى إلى تقليص تلك الفجوة التي كانت موجودة سابقاً بين المسؤول والمواطن البسيط ليتم
طرح ومناقشة قضايا المجتمع على طاولة واحدة مع المسؤولين أمام مرأى الجميع و بكل
شفافية وموضوعية.
لا شك
بأن إعادة صياغة الرسالة والرؤية المستهدفة من الإعلام المرئي والمسموع كل ذلك
سيعكس صورة مشرفة ورائعه عن أداء الإعلام العماني كونه الواجهة الأمامية أمام
العالم،ولن يتأتى ذلك إلا بتظافر كافة الجهود ذات الصلة وبتغليب المصلحة العامة
والوطنية على المصلحة الشخصية، ليبرز الإعلام العماني بقوة في الواجهة من جديد
ويشاد له بالبنان في الطرح والأداء بكل وسطية بعيداً كل البعد عن التعصبية
وقريناتها، وهذا بلا شك جُلّ ما يسعى إليه كل غيور على أرض الوطن.
على
سياق متصل يجب أن تتوافر الخُطط الطموحة الشاملة لتدريب وتأهيل الكوادر البشرية
بأعلى المعايير الدولية المتبعة لنلحق بركب من تقدمنا في هذا المجال لنستفيد منهم
ونضيف لهم،يأتي ذلك تزامناً مع تلك الخُطط الطموحة الرامية إلى تطوير الإمكانيات
التقنية بأفضل ما توصلت إليه التكنولوجيـا العالمية، وقد بدأت أولى ثمار تلك
الجهود بإفتتـاح مجمع الإستوديوهـات الرقميـة ذات الجودة العالية في عمليات البث التلفزيوني
،الإذاعي ،الإنتاج الدرامي ،برامج الترفيه وغيرها، وذلك بإستخدام أحدث التقنيات
الرقمية العالية الدقـة بنظام (اتش.دي) وقد بدأ العمل بالمجمع مؤخراً ليكون إضافة
رائعه ونقلة نوعية للإعلام العماني المرئي والمسموع.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق