سنوات مرت على ركود الدراما العمانية
بعد أن كانت متميزة في الثمانينات وأوائل التسعينات ولها جمهورها محلياً وخليجياً
وحتى عربياً، تلك السنوات كانت بحق مرحلة ذهبية مرت بها الدراما العمانية ونافست
قريناتها الخليجيه في الطرح والأداء ،من منا لا يذكر مسلسلات مثل (سعيد وسعيدة) ،(قراءة
في دفتر منسي)،(سلوم الحافي)،(الشايب خلف)و(جمعه في مهب الريح)،رغم بساطتها إلى
أنها دخلت القلوب ولم تنسها الذاكرة وقد أعيد بثها مراراً وتكراراً في التلفزيون
العماني وبعض القنوات الخليجية.
الزمن تغير والتكنولوجيا تغيرت رغم
ذلك لم نستطع أن نواكب ذلك التطور والمحافظه على تصدر الدراما العمانية في قلوب
المشاهدين، بل أصبح النقد سمة الموقف،لماذا؟ لأن المشاهد العماني بإختصار لا يرضى
بأن يتذيل القائمة ويريد الأفضل للدراما العمانية حتى تتربع على عرش الدراما
الخليجية والعربية بجودة الطرح والأسلوب والأداء والسيناريو والمونتاج وحتى جودة
التصوير.
ماذا ينقص الدراما العمانية حتى تنهض
من جديد؟ سؤال يتبادر في أذهان الكثيرين من المهتمين بهذا الشأن ،كان التذرع
سابقاً بقلة الدعم المادي المقدم لشركات الإنتاج،لكن بعد أن تم إنشاء الهيئة
العامة للإذاعه والتلفزيون وفصلها عن وزارة الإعلام وتقديمها للدعم للسخي لشركات
الإنتاج وهذا بشهادة أحد أصحاب تلك الشركات حين قال في مقابلة في إحدى الصحف
المحلية (دعم الهيئة كاف جداُ) اذاً لم يتبقى هناك عذر لتطور الدراما العمانية
وتسويقها خارجياً ومنحها حق الإنتشار مثل قريناتها في دول الجوار،فالآخرون ليسوا
بأحسن منا في شيء ونحن قادرون على أن ننافسهم بل ونتفوق عليهم.
ليس عيباُ بأن نستعين بخبرات خليجية
وعربية في مجال الإخراج وكتابة السيناريو والحوار وحتى التمثيل ونتعلم منهم ولكن
العيب أن نظل نكرر نفس الخطأ في كل مره بدون أن نتقدم خطوة للأمام،إن الجهود حثيثة
وبلا شك من قبل المسؤولين لتطوير الدراما العمانية والجهود تبذل لتذليل العقبات
والصعوبات التي تعيق تقدم العمل الدرامي العماني دون المساس بالقيم النبيلة للدين
الإسلامي والمجتمع العماني ،فالتطور لايعني البعد عن تلك المبادئ ونسيان
الهوية،لأننا بإختصار مجتمع محافظ ومتزن.
إن توفر الدعم المادي الكافي بعد عقمه
لسنوات وتميز النصوص والأداء والإخراج سيؤدي
كل ذلك إلى نقله نوعية في الدراما العمانية،ولن يتأتى ذلك إلا بتظافر كافة الجهود
من كل الإطراف المعنية، فعلى سبيل المثال لابد أن تهتم شركات الإنتاج بالجودة
والنوعية أكثر من اهتمامها بتقليص وتوفير ميزانية العمل لأن العمل الرائع سيسوق
نفسه بنفسه وسيجذب مشاهدين من مختلف الدول وستأتي الطلبات لشراء العمل الدرامي من
بعض القنوات وهنا لابد من التسويق بإحترافية لتلك الأعمال ،وهذا تحدٍ صعب وبلا شك
، فــالأعمال كثيرة ولكن من تجتذب الأضواء إليها فــ قليلة .
عمان تستحق معهداً للفنون :
لاشك بأن المبدعين العمانين الذين
برزوا في الدراما العمانية والخليجية والعربية قد أضفوا طابعا مميزاً وعكسوا فكرة
جميلة عن الأداء العماني ومدى التزامهم بجودة التمثيل ،وأنا على يقين بأن هناك
الكثرين غيرهم ممن ينتظرون الفرصة المواتية ليظهروا أمام كبريات القنوات الفضائية
،فقط هم ينتظرون الفرصة،وهنا يأتي دور المسؤولين بالإهتمام بمثل تلك الكوادر
الرائعه وصقل مهاراتهم وليس خطأً أن نؤسس لبنيةٍ أساسية للتمثيل بإنشاء معهداً
للفنون يعنى بإبراز الموهوبين وتدريبهم وصقل مهاراتهم حتى يكونوا خير سفراء
للدراما العمانية على كافة القنوات التلفزيونية والإذاعية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق