منتج
سياحي جديد دخل الخدمة مؤخراً ويعد من الإنجازات المهمة التي عكفت وزارة السياحة
على تطويرها وتشغيلها بأسلوب علمي فريد من نوعه؛ حيث أن فكرة هذا المشروع عبارة عن
مرشد آلي لعشرات المسارات الجيولوجية الهامة بمحافظة مسقط،وهو الآن متاح للسياح
والباحثين والمهتمين بأربع لغات رئيسية وهي العربية والإنجليزية والفرنسية
والألمانية حيث يعمل على الهواتف الذكية عبر المتاجر الإكترونية ( الأندرويد + أبل)وهي
فكرة رائعة وبلا شك انبثقت عن المؤتمر الجيولوجي العالمي الثالث الذي استضافته
السلطنة أواخر العام الماضي بمشاركة العديد من الخبراء الدوليين الذين أثروا
المؤتمر بأفكارهم وقد تشرفت أن أكون أحد الحاضرين في المؤتمر لأستفيد من تلك
التجارب الرائعة.
من
هنا فلابد من الإشارة على أهمية السياحة الجيولوجية كونها من المنتجات السياحية المستدامة
والتي تحمل إرث حضاري عبر الحقب التاريخية المختلفة، والتي تعتبر مقصداً للعلماء
والباحثين والطلبة والسياح وغيرهم من الفئات ذات العلاقة والمهتمة بهذا النوع من
السياحة، هنا يأتي الدور المسؤولين في الإهتمام بهذا القطاع الحيوي؛ من حيث توفير
كافة التسهيلات الممكنة لخدمة المتخصصين والخبراء وبالتالي الترويج - وبشكل غير
مباشر - للسياحة في السلطنة وجذب أنظار العالم حول هذا البلد الصغير الحجم والكبير
بعطائة في أقصى جنوب الجزيرة العربية.
بلا
شك إنّ تواجد السلاسل الجبلية الممتده بما يربو على 3 ألاف متر في أقصى الشمال
وإمتداد الصحاري والسهول واستقرار الأوضاع السياسية -ولله الحمد- في بلدنا كل ذلك
سيعزز من مكانة السلطنة في تصدر قائمة الدول الراعية للسياحة الجيولوجية على مستوى
العالم اذا ما تم الإهتمام بالطبع وبشكل أوسع بهذه الهبات الربانية التي تزخر بها
السلطنة الهادئة بعيداً عن صخب المنطقة ولهيبها.
على جانب آخر ومن
خلال متابعة طواف عمان الذي أقيم في فبراير الماضي من هذا العام قد سلط الأضواء على
الطبيعة الخلابة والسلال الجبلية الممتدة على طول الطريق وقد تم تصويره بتقنية
(اتش.دي) عالية الدقة، وقد تم بالفعل استغلال هذه البطولة الجميلة بحرفية مهنية
عالية حيث أن العديد من القنوات التلقزيونية العالمية كانت تنقل الحدث أولاً بأول
لملايين المشاهدين حول العالم وبالتالي برزت ملامح هذا البلد -بطريقة غير مباشرة- للمشاهدين وهذا ما دعى الصحف العالمية للكتابة عن هذا البلد المتنوع التضاريس
بحضارته وأصالة شعبه، وبلا شك ذلك النجاح يحسب للمسؤولين القائمين على تلك البطولة
والتي أظهرتنا بشكل مشرف أمام مرأى العالم .
من جانب آخر هناك
بعض المنتجين الخليجين قد قاموا بالفعل في السنوات الماضية بتصوير بعض المشاهد
لمسلسلات تلفزيونية في كنف الطبيعية العمانية وقد كانت بحق تجارب ناجحه وهذا ما
دعى عددأ منهم لإبداء رغبتهم في التصوير مجدداً في عمان؛ بما وجدوه من حسن ضيافة
وأسلوب تعامل نابع من أصالة وكرم الإنسان العماني بطبعه.
من هنا فلابد من
الإستغلال الأمثل لتلك الطبيعة الجيولوجية الرائعة بمختلف مكوناتها والإنطلاق نحو
العالمية؛ من خلال جذب كبريات الشركات على مستوى العالم لتصوير برامجها الوثائقية
ودعوة المختصيين في مجال السينما لتصوير أفلامهم في عمان على أن تقدم لهم كافة
التسهيلات والدعم الممكن في هذا المجال لأن الإستفادة ستكون مذهلة وفي وقت قصير، وكل
ذلك سيعزز من دور السلطنة على تصدر الدول التي تستغل إمكانياتها الطبيعية في خدمة
التكنولوجيا العصرية وبأسلوب يجذب الإنتباه وبشكل واضح دون المساس بحق
الاجيال القادمة في التمتع بهكذا ثروات.