البحث

الأحد، 26 ديسمبر 2010

مدينة صحار العمانية وإمكانية التحول الى شانغهاي الصينية


 
عمان تلاحق النمور الآسيوية بالصناعات الثقيلة الناجحة

هنا أعزائي نبدأ بالحديث عن مستقبل عمان الصناعي والتجاري بعد ما شهدته الأعوام الماضية من تطور في مفهوم الصناعة العمانية ، حيث بدأت بالصناعات الخفيفة ومن ثم المتوسطة وأخيراً تبع ذلك بالتوجه الى الصناعات الثقيلة خلال الأعوام الماضية ،،حيث شهدت السواحل الشرقية لسلطنة عمان الكثير من التطور في الفترة السابقة نتيجة الاهتمام الكبير الذي تولية الحكومة العمانية بهذا المجال حيث عملت على إنشاء الموانئ الكبيرة مثل ميناء صحار الصناعي وميناء الدقم وميناء صلالة في جنوب عمان ، وهذه من أهم الموانئ العمانية الحالية ، حيث توجه الإهتمام الى الصناعات الثقيلة المختلفة لكونها أكثر فاعلية وذات جدوى اقتصادية ناجحة على المدى البعيد، ومن هنا يبدأ ميلاد النمر الخليجي الحالم لإجتذاب مليارات الدولارات من الاستثمارات العالمية في موانئه الشرقية .

صحار (شانغهاي الخليج )

صحار العمانية تتوجه الى الريادة العالمية بعد صدور المرسوم السلطاني الأخير رقم ( 123 / 2010 ) بإنشاء المنطقة الحرة بصحار حيث اكتملت بهذه الخطوة أغلب التسهيلات للمستثمرين الدوليين والمحليين في مدينة صناعية وتجارية ولدت لتكون ملجأ لرؤوس الأموال العالمية في بيئة مثالية وجاذبة للاستثمار حيث اجتمع الأمن والأمان والتسهيلات الحكومية والمنطقة المثالية في مدينة جميلة وهادئة، حيث تقع على مرمى قدم من أحد أهم خطوط التجارة العالمية بين شبة القارة الهندية والمنطقة الخليجية وإيران وأيضاً قربها من شرق أفريقيا، هنا لا أبالغ إن قلت بأن صحار ستتحول في غضون السنوات القادمة الى منطقة صناعية ومنطقة جذب استثماري على المستوى العالمي نظرا لما توفره من مقومات جذابة ومغرية تسيل لعاب المستثمرين .

المستقبل للموانئ العمانية
إن مفهوم المنطقة الحرة بطبيعة الحال يعني: جميع الأنشطة الهادفة إلى جذب المستثمرين إلى المنطقة الحرة، وهي عملية مركبة ومستمرة... اذ أن التسويق يبدأ قبل إشهار المنطقة الحرة للاستثمار (هذا ما حدث فعلا في صحار)، وذلك من خلال دراسة رغبات واحتياجات المستثمرين المستهدفين والمزايا والتسهيلات التي تجذبهم, والأسعار والأجور التي تناسبهم ومستوى جودة الخدمات.
ميناء صحار الصناعي يشهد نشاطاً ملحوظاً في الصناعات الحالية القائمة علية مثل مشروع مصفاة صحار ومشروع البولي بروبلين، ومشروع الميثانول، ومشروع اليوريا، ومشروع الاثيلين، ومشروع العطريات، ومشروعات للحديد والألمنيوم، ومشروع توليد الطاقة، ومحطة مياه التحلية والشرب، ومشروع الغازات الصناعية، ومناولة الحاويات وغيرها من المشاريع العملاقة، حيث تعد تلك الصناعات اللبنة الأساسية لبناء اقتصاد قوي ومتين بعيداً عن الاعتماد على النفط والغاز اللذان سينضبان بعد حين لا محالة ولكن حتما ليس في المدى القريب ولا المتوسط نظراً لوجود مخزون هائل من النفط في بعض الحقول العمانية والتي لم تستغل بعد، وأيضا يوجد مخزون نفطي كبير في بحر عمان لم يستخرج إلى الآن بالإضافة إلى الاكتشافات النفطية الأخرى في الصحاري العمانية.

بعيداً عن الدوران على مضيق هرمز ومخاطر غلق المضيق في الحالات الاستثنائية

تعد الموانئ العمانية وهنا أخص( ميناء صحار وميناء الدقم العملاق وميناء صلالة ) تعد بعيدة نسبياً عن مخاطر الدوران على مضيق هرمز وهنا أقصد في الحالات الاستثنائية في حالة وقوع حرب (لا سمح الله ) في المنطقة بين أمريكا واسرائيل من جهة وإيران من جهة أخرى.

إن رأس المال كما هو معروف جبان ولا يعرف العواطف والمستثمرين يريدون منطقه آمنة لأموالهم ولا يريدون خسارتها في شتى الظروف، وعمان في سياستها الودية مع كافة الدول وانعدام المشاكل السياسية وخاصة مع إيران تعد من أهم عوامل جذب المشروعات العملاقة، وقد شهدت السنوات الماضية نشاطا غير طبيعي في بناء عدة مصانع على مستوى عال من التقنية الحديثة  وذات إنتاجية عالية الجودة في منطقة صحار الصناعية وميناء الدقم في شرق عمان، ولا ننسى ميناء الحاويات العملاق (ميناء صلالة )الذي صنف من بين أكبر عشرين ميناء على مستوى العالم .هذا الميناء الحيوي شهد نشاط غير مسبوق في حركة السفن العملاقة والتي تفرغ حاوياتها في أرصفته الطويلة الممتدة على أطراف المحيط الهندي.



صحارالعمانية بديل لـ (دبي ) الإماراتية

ستشهد الأعوام القادمة بالتأكيد الكثير من التغييرات على مستوى المنطقة وأخص بالذكر هنا البديل المتوقع لـ ( دبي ) على المستوى التجاري، حيث ستشهد صحار نشاطا عكسيا في الحركة الشرائية القادمة إليها من مختلف البلدان الخليجية والأسواق المحلية .ستسألونني كيف ؟
هنا سأقول : بعد إنهاء كافة الترتيبات لمنطقة صحار الحرة وتسويقها على المستوى العالمي ستشهد نشاطاً غير مسبوق في حركة السفن التجارية القادمة اليها من مختلف بلدان العالم (
من بلدان المصنع مباشرة الى سوق التوزيع بلا قنوات تجارية تؤدي الى زيادة الأسعار ) وهذا النشاط الذي يتمناه كل العمانيون لا يتأتى الى بتظافر الجهود وخاصة الجهود الحكومية وجهود القطاع الخاص، فهذه المرحلة تتطلب إعفاءً على الرسوم والجمارك بنسبة 100 % أو بوضع رسوم سطحية لا تؤدي الى زيادة الأسعار،  حيث أن هذه الخطوة الذكية ستؤدي الى ازدياد النشاط التجاري والحركة الشرائية ليس على المستوى المحلي فقط وإنما على المستوى الإقليمي .


تطورات غير مسبوقة ولكن ( هم أيضا لا يجب أن لا يهمشوا حياتيا )

في حديثي أعلاه تكلمت بإسهاب عن مستقبل واعد ستشهده الموانئ العمانية مستقبلاً بلا شك ولكن يجب أن تستثمر أيضا الكثير من الأموال في الشعب (
من باب عدم الأنانية ) لأن تدني الدخل الشهري للكثير من الأسر يشكل معضلة حقيقية لا بد من حلها على المدى القريب تجنباً للمشكلات الاجتماعية والمادية وحتى المعنوية مستقبلاً.


التعليم والبحث العلمي
هنا لا بد من تغيير جذري للمناهج القائمة حالياً والتوجه الى مناهج مستقبلية تزيد من الكفاءة الذاتية تواكب العصر وتزرع روح المنافسة في مجالات البحث العلمي المختلفة لتنتج تلك المناهج الذكية جيلاً واعداً يسابق العصر في التطور ليبدأ عصر المخترعين العمانيين وبالتالي غزو العالم ثقافياً وصناعياً وتجارياً وهذا ليس حلماً فتجربة اليابان كانت حلماً قبل الحرب العالمية الثانية ولكن ماذا حدث بعد تلك الحرب؟، بالفعل شهدت اليابان طفرة صناعية وتكنولوجية لا مثيل لها وكل ذلك جنته اليابان نتيجة الاستثمار في التعليم والبحث العلمي والعقول اليابانية وكذا الحال بالنسبة للنمور اللآسيوية (ماليزيا وجيرانها)، فالعقول النيرة ببساطة تحرك دوامة التطور دائماً الى الأمام ولا مجال للتراجع الى الوراء .

ليست هناك تعليقات: